U3F1ZWV6ZTUzMzMwNTE5OTU2NjIwX0ZyZWUzMzY0NTUwMzUyNDczOQ==

دندره بلد العز و الاصل تاريخ

                  دندره بلد العز و الاصل تاريخ 
                     عبق التاريخ ودفء الحاضر



قرية دندرة.. عبق التاريخ ودفء الحاضر
بقلم: عبدالله أبو الفضل النجار

في قلب الصعيد، وعلى ضفاف النيل الغربي بمحافظة قنا، تستريح قرية دندرة في صمت تاريخي مهيب، وكأنها تحفظ أسرار آلاف السنين في وجدانها. ليست مجرد قرية عادية، بل كتاب مفتوح يحكي صفحات من حضارات متعاقبة، ويشهد على تلاحم الإنسان بالأرض، والتاريخ بالحاضر.

معلم دندرة الأهم: معبد حتحور

في حضن دندرة، يتربع معبد حتحور، أحد أعظم المعابد المصرية القديمة، الذي يعود تاريخه إلى العصر البطلمي، وزُيّن لاحقًا في العصور الرومانية. حتحور، ربة الحب والجمال والموسيقى، قد بُني لها معبد يفوق الوصف في جمال تفاصيله، من الأسقف السماوية المنقوشة، إلى الأعمدة الضخمة التي تُحدّث من يراها عن إبداع المصري القديم.

أهل دندرة: الكرامة والمروءة

لا تقل روعة الناس هنا عن عظمة المكان. أهل دندرة هم أبناء الصعيد الأصيل، يجمعون بين الجود والشهامة، وبين الطيبة والصلابة. تجدهم مزارعين، حرفيين، ومثقفين، يعشقون أرضهم ويغارون عليها، ويحتفون بزائرها كما لو كان فردًا من العائلة. في قلوبهم نيل، وفي وجوههم شمس، وفي أيديهم بذرة لا تموت.

الزراعة.. قلب القرية النابض

تعتمد دندرة على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، فتخضر الحقول بالقمح والقصب والخضر، وترتفع نخيلها شامخة في وجه الزمن. يتعامل المزارع الدندراوي مع الأرض كما يتعامل مع أمه؛ حنان، وحكمة، وإخلاص.

النهضة الحديثة

رغم ما تحمله دندرة من ماضٍ عريق، إلا أنها لا تعيش على الأطلال. هناك تطورات في البنية التحتية، واهتمام متزايد بالتعليم والثقافة. شبابها يطمحون لغدٍ أفضل، يجمع بين الجذور العميقة والطموحات الكبيرة. ويظهر ذلك في النشاط السياحي الذي بدأ يستعيد حيويته، حيث يسعى البعض لتحويل دندرة إلى وجهة تراثية وسياحية مستدامة.

ختامًا

دندرة ليست مجرد نقطة على خريطة، بل صفحة ناصعة في كتاب مصر العظيم. قرية تنبض بالإنسان، وتزدهر بالتاريخ، وتُعانق الأفق بطموحات لا تعرف التوقف.

كتبه: عبدالله أبو الفضل النجار

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة